في هذه
التدوينة أجمع لكم سلسلة تغريدات عن الذُّهان، كتبها استشاري الطب النفسي
للبالغين والطب النفسي الجسدي والاضطرابات الذُّهانية د. أحمد حسب الرسول.
أكثرنا عليكم من مصطلح الذُّهان فنحتاج لبيان ماذا يعني؟
أولاً:
الذُّهان حالة عيّاديّة مرضيِّة وليس تشخيصاً، وتندرج تحته مجموعة من التشاخيص
أكثرها شيوعاً وشهرةً #الفُصام.
ثانياً: قد
تحدث النوبات الذُّهانية بسبب تعاطي المواد المؤثرة نفسياً كالمخدرات والمنشطات
وبعض أنواع الأدوية والعقاقير.
ثالثاً: قد
تحدث نوبات ذُّهانية بسبب أمراض أخرى طبية كأمراض الدماغ وبعض الأمراض العصبية
كالصرع.
رابعاً:
كما قد تظهر أعراض الذُّهان كجزء من نوبة وجدانية شديدة كالاكتئاب الشديد ونوبات
الهوس، ومن هذا الجانب يمكن اعتبار بعض حالات ثنائي القطب والاكتئاب ضمن
الاضطرابات الذُّهانية.
يستطيع المختصون التفريق بين هذه الأنواع باستعمال معرفات وقواعد وعلامات متفق عليها عالمياً على اختلافات في بعضها، ومن أشهر الأدلة التشخيصية المتبعة هو الدليل التشخيصي من إصدار رابطة الطب النفسي الأمريكية DSM5 والدليل العالمي لتصنيف الأمراض ICD10 وهو من إصدارات منظمة الصحة العالمية.
من المفاهيم المهمة جداً معرفة أن أعراض الذُّهان
تقسم لمجموعتين كبيرتين:
1- الأعراض الموجبة: وهي أعراض لا توجد عند الأصحاء وتطرأ على المريض
بسبب المرض.
2- الأعراض السالبة: وهي المهارات والقدرات التي توجد عند الأصحاء
ويفقدها المريض بسبب المرض.
الأعراض الموجبة تشمل:
1) الهلاوس:
وهي حصول إحساسات عند غياب المصدر الخارجي
كسماع أصوات لا يسمعها سوى المريض (الهلاوس السمعية)، أو مشاهدة أشياء غير موجودة
(الهلاوس البصرية)، وقد تكون الهلاوس شميّة، أو هلاوس اللمس أو الذوق. وهناك أنواع أخرى
من الهلاوس لكنها نادرة الوقوع نسبياً.
2) التهيؤات:
وتسمى أيضاً بالضلالات وهي من أثر الذُّهان على
طريقة الاستنباط والوصول للحقائق؛ مما يؤثر على محتوى الأفكار فيعتقد المريض بمعتقدات
أو يسيطر على تفكيره أفكار لا تتماشى مع خلفياته الاجتماعية أو الثقافية.
أمثلة على التهيؤات:
- أن
يعتقد أن الناس يتكلمون عنه أو أن الأشياء في التلفاز ووسائل الإعلام الأخرى تشير
إلى شخصه بشكل خاص.
- أن
يعتقد أن هناك من يتجسس عليه ويراقبه.
- أن
يعتقد أن هناك من يسعى لايقاع الأذى به (الاضطهاد).
- أن
يعتقد أنه يتميز بمقدرات خاصة أو مكانة مرموقة (العظمة).
- أن
يعتقد أنه ارتكب جرماً يستحق عليه العقاب.
- أن
يعتقد أنه يعاني من أمراض خطيرة.
- أن
يعتقد أنه قد مات.
- أن
يعتقد أن هناك من يتحكم في أفكاره أو حركاته أو عواطفه بطريقة ما.
وفي الجملة محتوى الفكرة المرضية من تهيؤات
يختلف والجامع بينها أن واقع الشخص لا يصدقها بل لا يتماشى معها أصلاً.
3) اضطراب
الأفكار:
علاوةً على تأثير #الذُّهان على محتوى الأفكار،
فإنه يؤثّر على (وعاء) الأفكار أو شكلها. فيفقد المريض التسلسل المنطقي للأفكار
وينعكس ذلك على الكلام فيصير ضعيف التركيب مبعثراً، وربما صعب على السامع فهمه. وفي
الحالات الشديدة تتحول الجمل لكلمات مبعثرة لا يربطها رابط (سلطة الكلمات).
4) السلوك
غير المنتظم:
من أوضح علامات الذُّهان ظهور سلوكيات غير
معتادة وغير مبررة من جانب المريض وقد تعكس أفكار مرضية في بعض الحالات أو تكون
مجردة عن الهدف في أحيان أخرى.
أما الأعراض السالبة للذُّهان فمن أمثلتها:
- فقد
أو ضعف مهارات التواصل البصري ولغة الجسد
- فقد
أو ضعف الدافعية والرغبة
- الانعزالية
والابتعاد عن المجتمعات والأصدقاء
- فقر
الأفكار واختزال الحوارات في كلمات وجمل قصيرة سطحية المحتوى
- عدم
الاكتراث بالنظافة الشخصية
سؤال: هل يمكن شفاء #الذُّهان تماماً؟
1. الذُّهان
بسبب تناول المواد المؤثرة قد يزول تماماً حال الإقلاع عن تعاطيها.
2. الذُّهان
الذي يحدث كعرض لحالة طبية عامة يزول غالباً مع علاج المرض الأساسي.
3. الاضطرابات
الفُصامية: عادةً طويلة الأمد لكن 20% يتعافون تماماً بعد العلاج من الهجمة الأولى.
تعليقات
إرسال تعليق