قالب الأنثى المثالية ..

Photo by Laura Chouette on unsplash


لا أنتمي لحركة معينة ولا طائفة محددة !

فأنا أمقت القوالب النمطية التي أطّرت الكثير من العقول ؛ قوالب امتلئت بنتوءات مشوّهة ، تختلف معالمها من مجتمع لآخر بل ومن فرد لآخر داخل المجتمع الواحد ..

فترى من العقول من استسلم للعيش داخل تلك القوالب بلا مقاومة فتقوقع على نفسه وأدخل من تحته في قوقعته المتحجرة والضيقة ، ومنهم من قاوم وحاول الخروج فإما قضى نحبه وإما تحرر بجروح تختلف في عمقها وآثارها عن الناجي السابق ، وأما المجموعة الأخيرة فلازالت تقاوم وتحاول .. فكلما وصلت للفوهة ، سقطت بإنهاك لترتطم بذلك القاع .. فتراها تعاود المحاولة أو ترضخ لمصيرها ..

وأذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر : قالب الأنثى المثالية .. كما أسميتها أنا بكل تواضع ..
وسبب ذكري لهذا المثال أتى من كوني أنثى .. عاشت ، جربت ، سمعت ، ورأت ، وتأثرت ...

تبدأ رحلة تكوين قالب أي أنثى في الغالب باللون الوردي
ولا أرى بأسًا في ذلك ، عدا ما يتأصل في ذاتها أن ما عداه من ألوان لا تناسبها لأنها " بنت "، كاللون الأزرق مثلًا .. فترى الوردي وليس غيره قد طغى على عالمها ..

والمرعب أن هذا القالب كبير !
فهو على مقاس امرأة .. ولكن امرأة بمقاييس ذاك المجتمع ؛ مزود بسقف يحدد ارتفاعه عمرها الزمني !

ومع كل درجة ارتفاع جديدة يضيق عرضه بمقدار درجة عن عرضه السابق : لا تلعبي ، لا تركضي ، لا تضحكي ، ولا تتحدثي في حضرة الأكبر سنًا ...
وشهادة حق : فليست كل القيود نهي ، بل احتوت على أوامر هي في ظاهرة وربما في حقيقتها مرغوبة ولكن غايتها الآخرين : تفهمي ، بادري ، تزيني ، ارقصي ، اعتني ...

فأصبحت مع الأسف كروح .. لم تعش كما ينبغي لها أن تعيش ، بل عاشت كما أرادت لها تلك القوالب والمقاييس ..

تعليقات