منقول: التأثير النفسي والجسدي للحميات ، بواسطة د. منال مرغلاني ..

Photo by Markus Spiske from Pexels


في هذه التدوينة أجمع لكم سلسلة تغريدات كتبتها الطبيبة النفسية الفاضلةمنال مرغلاني - المتخصصة في إضطرابات اﻷكل - ، والتي تحدثت فيها عن : " التأثير النفسي والجسدي للحميات " ..

" ثريد اليوم سيكون عن تأثير الحميات النفسي والجسدي إن شاء الله.

ما هي الآثار النفسية للحميات الحصرية والصارمة والصعب الإستمرار بها لشدتها؟؟

تترككم مع شعور دائم بالجوع والحرمان :

ممارسي الحمية غالبًا ما يتجاهلون الإحساس بالجوع لوقت قصير ، ولكن الحرمان الدائم من الأكل يؤدي بهم إلى نوبات من الأكل المفرط للتعويض أوالإشتياق الشديد لبعض الأطعمة، تنتهي نوبات الأكل المفرط هذه بالإحساس الشديد بالفشل والخجل والخزي، وهذه مشاعر سلبية لا ينبغي لها الإرتباط لا بالطعام ولا بالأكل كسلوك.

للأسف هذا الشعور يؤدي إلى قلة الثقة بالذات كما تزيد من إمكانية الإصابة بالأكل المضطرب وإضطرابات الأكل.

مالذي يمكن للحميات القاسية المتكررة التسبب به لجسدك؟؟

-         إبطاء الأيض والحرق

-         ممكن لها أن تتسبب في الإشتياق للأكل ، وبالتالي زيادة الشهية وتجعلك تأكل كميات أكبر من المعتاد.

-         الحمية القاسية سوف تخفض كتلتك العضلية ، وتقلل كثافة عظامك، كما أنها قد تتسبب في إصابتك بالإمساك أو الإسهال.

-         سوف تنخفض درجة حرارة جسمك وتبرد أطرافك بسرعة بسبب انخفاض الأيض.

-         سوف تصاب بنوبات من الصداع المزعج المتكررة.

-         ستعاني من الأرق.

-         ستعاني من الخمول وسرعة التعب وعدم القدرة على التركيز.

-         مع إستمرار الحمية سوف ينقص إحساسك بالجوع أو الشبع؛ السيء في هذا الأمر أن ذلك سيؤدي إلى عدم قدرتك على التفريق بين الجوع الحقيقي والجوع العاطفي.

الآثار النفسية للحميات القاسية :

- الإحساس الدائم بالذنب بسبب عدم المقدرة على التحكم بالنفس.

يتبع ذلك انخفاض بالثقة بالنفس.

مما يؤهلك للإصابة بصورة جسد ذاتية سلبية وغيرصحية.

ستصاحبك أفكار وسواسية حول الطعام وأنواعه وأوقاته وسلوكياته.

ممارسي الحمية مرارًا وتكرارًا  يكونون أكثر عرضة  للإصابة بالإكتئاب.

ماذا تفعل الحميات التنافسية بالناس؟

-         برنامج Biggest loser  : رفعوا عليه قضية قبل فترة بسبب إمكانية التنافسية بالتسبب في الإصابة بإضطرابات الأكل للمتنافسين المشتركين به.

-         تعتبر الحميات التنافسية في مجموعات ظاهرة خطيرة وعواقبها وخيمة ؛ لأنها تؤدي إلى الوسوسة بالأكل والوزن وتساعد على نشوء الأكل المضطرب وإضطرابات الأكل.

-         الحميات التنافسية في العمل ، في المدارس ، في الكليات ، على مجموعات الواتساب ، وممارسي بعض الرياضات قد تنتهي بممارسيها الى إضطرابات الأكل اللتي يصعب علاجها فيما بعد.

السؤال الذي نبحث عن جوابه دائمًا وأبدًا أنا وزوار عيادتي بالمستشفى لماذا تفشل حميات تخفيض الوزن أغلب الأحيان ؟؟؟

الحمية شيء يستخدم بطريقة وقتية غير مستدامة ، والأكل فيها غالبًا قليل وحصري وتم حذف مجموعة أو  مجموعات من الأكل منه. هل تعلمون أن ٩٥% من ممارسي الحمية يستعيدون أوزانهم المفقودة بعد سنة إلى خمسة سنوات بما فيهم من قام بالعملية الجراحية للسمنة !

نعم، الجراحة ليست تطعيم وقائي دائم ضد زيادة الوزن ؛ وذلك لأن الحميات القاسية والفقيرة سوف تتركك بلا فيتامينات ولا معادن ولا طاقة أو قوة كافية لممارسة النشاط البدني المستمر والحفاظ على صحة كتلتك العضلية.

ماهي الأسباب الجسدية لفشل الحميات الغذائية؟؟

-         المجاعة التي تضع بها جسدك سوف تستنفره للقيام بما يفعله دائما للحفاظ على توازنه 

*  سيطلق ما يسمى بـ الإستجابة للمجاعة وهي إستجابة غريزية طبيعية للبقاء

 * غريزة البقاء الإنسانية الطبيعية هذه سوف تتسبب في إبطاء للأيض والتمثيل الغذائي مما يعني حرق أقل للدهون

 * هذا الحرق الأقل للدهون هو سبب صعوبة الإستمرار في نزول الوزن وصعوبة الحفاظ على الوزن الجديد

-         هرمون اللبتين يتم إنتاجه عن طريق الخلايا الدهنية في أجسادنا ، ودوره يوقفك عن الأكل حين تأكل كفايتك ، يقلل الإشتياق للأكل ، يرفع معدل التمثيل الغذائي والأيض.

مالذي سوف يحدث لجسدك حين تقل كميات الدهون في  جسدك ومعها تباعًا هرمون اللبتين ؟؟؟

-         جسدك الآن سوف يحاول التعويض عن كميات هرمون اللبتين المفقودة مع الوزن وذلك برفع درجة الجوع عندك

 ولهذا السبب وما قبله، فإن ممارسي الحمية يصعب عليهم فقدان الوزن أو الحفاظ عليه

هناك سؤال آخر يطرح نفسه:  

لماذا تفشل الحميات عاطفيًا وإجتماعيًا؟؟

الطعام والأكل والآكلين مرتبطين بسلسلة واحدة. معظمنا لو ما لقي أحد ياكل معاه بالبيت راح يؤخر وجبته أو يلغيها ، ولو ساكن لوحدك ممكن تنسى تأكل وتتجاهل جوعك لأن ماحد معاك يفتح لك نفسك.

الطعام مرتبط بالعيلة : الوجبات العائلية ، الإجتماعات العائلية ، المناسبات والأفراح والأعياد وحتى المناسبات الحزينة تجتمع العوائل للأكل معًا.

الغلبان " ممارس الحمية " أصبح يتجنب قدرالإمكان التواجد بالمناسبات العائلية والاجتماعية حتى لا يتم إغراؤه بالأكل

هذا سوف يتسبب في إحساسه بالعزلة الاجتماعية وإنعدام الدعم المعنوي العائلي

وقد يتسبب في معظم الأحيان بعدم القدرة على التمسك بحميته وبالتالي تركها

ماذا يحدث لك حين تتبع حميات قاسية متتابعة؟؟

سوف تقع في هذه الحلقة المغلقة المرضية :

دورة الحمية الشرِهه (The Diet Binge Cycle )

فالحرمان من الأكل

سيؤدي لنوبات أكل زائدة عن الحد بسبب الإحساس بالجوع الشديد

-  بعدها سوف تشعر بالندم الشديد والخزي

 مما يجعلك راغب في الصيام أو الحمية التعويضية اللتي سيعقبها نوبة أكل زائدة

... وهكذا دواليك

هذه السلسلة مرضية وسوف تعيق ممارستك الحياة الطبيعية وتؤثر على صحتك النفسجسدية. "

 

المصدر

تعليقات