منقول: أحتاج إلى العلاج النفسي ولكن ... ، بواسطة أ. مها الدوسري ..

 

Photo by Pixabay on Pexels


في هذه التدوينة أجمع لكم سلسلة التغريدات عن أهم النقاط التي قد تؤثر على سير الخطة العلاجية ، والتي كتبتها الأخصائية النفسية : مها الدوسري تحت عنوان : " أحتاج إلى العلاج النفسي  ..... ولكن " ..

 

" قد يفكر الكثير في اللجوء لمختص نفسي للتخلص من اضطراب ما، أو لمجرد الاستشارة لحل مشكلة عابرة أو لمواجه الضغط في مرحلة من مراحل الحياة.  وتواجه هذه الرغبة تردد، وحيرة، وأسئلة تدور في الذهن حول ماهية العلاج النفسي وهل سينفعني؟ وكم المدة؟ والتكلفة؟ ومن هو المعالج؟ وكيف سأبدأ؟ وكيف سأنتهي ؟؟؟

هنا سأطرح بعض الاستفسارات التي تترد كثيرًا، وأجد أن العلم أو الجهل بها من قبل الأشخاص الراغبين بالعلاج يؤثر على سير العلاج النفسي في أي مرحلة من مراحله.. وأتمنى أن تساعدك ويكون العلم بها هي أول خطوات الشفاء.

 

أولًا: ماهية العلاج النفسي؟

-        هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة التي ترتبط به، فيبدأ به الشخص ويتفاجئ بأنه مختلف تمامًا عما يعتقده؛ ومن أمثلة ذلك أن الدور الرئيس في العلاج يقع على المعالج!

-        العلاج النفسي يتمحور في كونه عملية متبادلة بين المعالج والعميل تهدف إلى فهم طبيعة الاضطراب ومعرفة وتطبيق ممارسات صحيحة وصحية )طرق تفكير، أساليب حل مشكلات، سلوكيات، فهم للحالة ... إلخ) ، وهي مختلفة تمامًا عن تلك التي تعتقدها، وتمارسها من قبل، وكانت جزء من تشكيل الاضطراب أو أدت للإستمراره.

-        لا تتوقع من المعالج النفسي أن يقدم لك نصائح أو أنه سيقرر عنك أو يطلب منك أن تفعل كذا وكذا!، بل يقدم لك الأداة التي بها تستطيع أنت التغيير، ومن ثم التغلب على الأعراض أو تواجه بها الضغوطات والمشاكل.

-        إن العلاج النفسي قائم على تفاعلك أنت مع المعالج فالدور الأساسي يعتمد عليك في فهم مايدور خلال الجلسة ومن ثم تجربته في مواقف الحياة الحقيقية ورصده ومن ثم العودة للمعالج لمناقشة ما يتم تحقيقه بين الموعدين، بهذه الطريقة التسلسلية المستمرة ستجد ومع مرور الوقت أن التغيير بدأ يحدث بداخلك وينعكس على كل ماهو محيط بك وبالتالي تحقيق العلاج.

-        العلاج النفسي رحلة يجب أن تستعد لها لكن لا تعلم ما الذي ستواجهه خلالها فقد تمر بمراحل تذبذب كثيرة قد يكون هناك إحباطات وألم، وأيضًا نشوه وفرح في مراحل أخرى،  قد تكون قوي في مرحلة، وضعيف في الأخرى.

-        مصادر الألم في رحلة العلاج قد تأتي من الحديث عن موضوعات كنت في السابق تتجنب حتى التفكير فيها، وقد يأتي من الإخفاق في تطبيق بعض الفنّيات، وأيضًا من طول مدة المعاناة مع طول مدة العلاج؛ لذلك ماتمر به أمر طبيعي ومتوقع ويتطلب منك الصبر والإستمرار، ويتطلب بذل الجهد أيضًا عامل الوقت ركيزة أساسية في العلاج فلا تعتقد أنك خلال ٣ أو ٤ جلسات سوف تتخلص من اضطراب تشكل وترسخ لديك خلال سنوات، فالتحسن السريع المفاجئ قد يقابله انتكاسة سريعة شديدة؛ لذلك لا تضجر من عدد الجلسات التي يقررها لك المعالج.

-        كنْ مرِنًا مع مدة وعدد الجلسات، فعندما يقرر لك المعالج بشكل مبدئي ٨ جلسات فهذا لا يعني قطعاً أنك بعد الجلسة الثامنة ستحمل شهادة الشفاء! قد تحتاج إلى مدة تزيد أو تنقص وفقًا لعوامل أساسية في العلاج.

-        العلاج النفسي يبدأ من رغبتك وعزيمتك على التغير وينتهي بأن تكون قادر على مواجهة أي عرض أو مشكلة مماثلة لما أتقنت التغلب عليه؛ لذلك لا تستعجل النتائج و كن صبوراً ومتفائلاً رغم الصعاب فالنتيجة تستحق هذا البذل منك.

-        فترات الإنقطاع والتخلف عن المواعيد تؤثر سلبًا في سرعة ونجاح العلاج وقد تزيد من مقاومتك للتحسن.

 

ثانيًا: فيما يتعلق بالتكلفة العلاجية.

-        أولًا ابحث عن المصادر المتوفرة لك في المستشفيات الحكومية أو منصات المبادرات المجانية أو ذات الرسوم الرمزية لأن العلاج النفسي طويل ومكلف نوعا ما.

-        كما في جميع التخصصات الطبية لا يوجد تكلفة ثابتة في كل العيادات النفسية ويتراوح متوسط الجلسة العلاجية (الغيردوائية) بين ٢٥٠ إلى ٤٠٠ ريال، وقد تقل عن ذلك وقد تصل لدى بعض المستشارين إلى ٦٠٠ ريال للجلسة.

-        قد ينزعج البعض من دفع هذه المبالغ ويعود السبب لأنه لم يحصل على شي محسوس (كشف، أشعة. تحاليل و أدوية ...) مع العلم أن الجهد الذي يبذله معك المختص النفسي، وصحتك النفسية يستحقان هذه التكلفة.

-        من حقك قبل البدء في العلاج أن تعرف التكلفة العلاجية للجلسة وعدد الجلسات المتوقع، ومن حقك أيضًا الخصوصية والسريّة التامة.

 

ثالثًا: فيما يتعلق بالمعالج.

-         من المهم أن تعرف من هو المعالج، وماهو تخصصه، إذا استطعت الحصول على آراء المراجعين السابقين فإن ذلك سيساعدك في اختيار المعالج المناسب لك.

-        من خلال الجلسات الأولى أيضا يمكنك تقييم مدى مناسبة المعالج ... ولا بأس بتغير المعالج إذا لم تشعر بالراحة أو التحسن، لكن اعْطِ نفسك الفرصة الكافية فقد تتحقق الراحة والفائدة بعد ٣ أو ٤ جلسات .

-        ليس بالضرورة أن المعالج المناسب لغيرك يكون مناسب لك فقد تجد التحسن مع أخر .

-        من فوائد العلاج في المراكز الحكومية هو ضمان استمرارية المعالج معك لمدة زمنية أطول، على العكس من ذلك بعض المراكز الخاصة قد يتغير المعالج في رحلة علاجك أكثر من مرة والذي قد يشكل بعض الإنزعاج لك.

-        في النهاية ... الاضطراب النفسي كما في الأمراض الجسدية يحتاج للتدخل العلاجي ويجب طلب المساعدة إذا لزم ذلك .... وليس بالأمر السئ أو المعيب حتى تتأخر بطلب العلاج .. فكن بخير" ..

 

المصدر

تعليقات