منقول: أنواع الكلمات الجارحة وتأثيرها - الجزء الأول ، بواسطة أ. أسامة الجامع ..

Photo by Kelly Sikkema on Unsplash


في هذه التدوينة أجمع لكم سلسلة تغريدات كتبها الأخصائي النفسي : أسامة الجامع – أخصائي أول ومعالج نفسي - ، والتي تحدث فيها عن : أنواع الكلمات الجارحة وتأثيرها .

 

" كيف نتعامل مع الكلمات الجارحة؟ وماهو تأثيرها؟ وما أنواعها؟ سأتناول ذلك في عدة تغريدات، فلا أحد مهما كان قوياً وإلا وتؤثر فيه الكلمات، فهي على صدر الإنسان كالرصاص الخارق أو قد تكون عليه مثل النعيم البارد، فالكلمة مؤثرة بلا شك.

لا يوجد أكثر تأثيرًا من كلمات جارحة تخرج من أشخاص يهمنا أمرهم، قد نحاول أن نتظاهر أننا لم نتأثر لكن الحقيقة داخل أنفسنا أننا نتأثر ونفكر ونعيد الموقف في أذهاننا مرات عديدة، وبمقدار ما نملك من صلابة نفسية بمقدار ما يكون تأثير تلك الكلمات، لكن ما أنواعها؟

أحد علماء النفس Paul Watzlawick الذي وضع نظريات في التواصل الاجتماعي، تحدث عن أنماط الكلمات الجارحة التي تصلنا من المقربين منا وهي التالي:

الأول: التقليل من القيمة، وهو الشخص الذي يجردك من الأهمية، فلا أهمية لما تفعل أو تقول، ويحاول أن يجعلك تشعر أنك نكرة.

الثاني:  التقليل من كفائتك: هو لا يقلل من قيمتك كشخص، لكنه يقلل من أهليتك وما تملك من مؤهلات، وأنك غير مؤهل للريادة والقيادة والقدوة، وأنك لا تصلح لأعمال تعرف أنك تصلح لها، ولكنه يشعرك أنك غير مؤهل لتولي هذا الموضوع.

الثالث:  كلمات تتسم بالتجاهل، لا يهم وجودك من عدمه فيتعامل ويقرر وكأنك غير موجود، عبثاً تحاول بذل المزيد من الجهد، فإنه لا يزال يتجاهلك، ويتصرف ويتحدث وكأن لا شيء قد حصل، وعندما تسأله لماذا تغيرت ينكر، أفعاله لا تتفق مع كلماته، هو يعلم، وأنت تعلم، لكن التجاهل سيد الموقف.

ليس كل من أساء التواصل معك يعني أنه يقصد ذلك، أو أنه يتعمد إيذائك، من الناس من لديه نقص في مهارات التواصل، فلربما أراد التقرب فينفر منه الآخرون لطريقته الخاطئة، مثل النقص في تقدير الآخرين، والتمحور حول ذاته بقصد أو بدون قصد. فهو يؤذي دون أن يفكر، بل ولا يعي أنه قد آذى أحدا.

يقول Watzlawick الذي توفي عام 2007م، أن أساس البدء بتعديل التواصل الاجتماعي يبدأ بالاحترام، لقد رأيت كثير من العلاقات يحبون شريك حياتهم لكنهم يهينون، يحبون لكن يمارسون العنف الجسدي، يحبون لكن يصرخون، كل ذلك يعجل في الانفصال، الاحترام أساس ما بعده.

إن الألم الذي يخلّفه غياب الاحترام يمسح كل حب، وعطاء مادي، وتاريخ رومانسي أو مواقف داعمة عاشها الإنسان مع شريك حياته، يعمد الطرف الآخر للاعتذار لكنه مهما فعل لإعادة روابط العلاقة فإنها واهنة لأن الأساس مخترق، فيلجأ الطرف الآخر لخلق مسافة تحميه، الاحترام هش.

الأسوأ عندما يستعمل شريك الحياة أو حتى الصداقات السخرية باستمرار فإن تلك الطريقة هي مقبرة العلاقة على المدى البعيد.لا أحد يقدّر نفسه يسمح باستمرار تلك العلاقة، ولا اعتذار ينفع معها، لأن السخرية مستمرة بعد كل اعتذار.

لا توجد علاقة سيئة إلا وهناك تواصل سيء، خاصة عندما يعمد طرف للاستماع لكي يرد وليس الاستماع لكي يفهم، وهنا تكمن الأرض الخصبة لإطلاق الكلمات الجارحة، إذا كان هناك حل لرأب العلاقات المشروخة فإنه الاتفاق على الاحترام مهما كان الخلاف. ضع حدودًا ولا تسمح لغياب الاحترام أن يستمر.

شكرًا للجميع "

 

انتهى

المصدر


تعليقات