منقول: صورة الجسد الذاتية ، بواسطة د.منال مرغلاني ..

 Photo by Lisa Fotios from Pexels


في هذه التدوينة أجمع لكم سلسلة تغريدات كتبتها الطبيبة النفسية الفاضلة : منال مرغلاني - المتخصصة في إضطرابات اﻷكل - ، والتي تحدثت فيها عن : صورة الجسد الذاتية .

" اليوم سوف نتكلم عن صورة الجسد الذاتية: ماهو تعريفها؟ ، وماهي صورة الجسد الذاتية الإيجابية؟ ، وماهي صورة الجسد الذاتية السلبية؟ ، وكيف يمكن الحصول على صورة جسد ذاتية إيجابية وصحية؟


ماذا تعني كلمة صورة الجسد الذاتية؟

التصور العقلي للإنسان عن جسمه في السكون والحركة والمستمد من إحساسه الداخلي أو تغيرات الهيئة والأحتكاك بالآخرين والأشياء حوله وكذلك الخبرات الانفعالية والخيالات. فهي الشكل الذي يرى به الشخص جسمه ويتعرف به على خصائص جسده سوا كانت جيدة أو غير جيدة، هي أيضًا إحساس الشخص حول كيف يراه الآخرون حوله؟! ؛ والذي يمكن أن يكون متخيل وغير واقعي.

ولذلك تبدو صورة الجسد معقدة ومتعددة الأبعاد، فهي مجموعة الخصائص الجسمية المتعددة من وزن وحجم وتناسق ملامح ولون بشرة ونوعية الشعر بالإضافة للتجارب الانفعالية والمعرفية لجسم الفرد.


مالذي يؤثر على صورة الجسد بالسلب أوالإيجاب عند المراهقين أو البالغين يا ترى؟

-        الأقران بالمدرسة أو بالمجتمع وما يسود بينهم من خصائص جسمانية ومقاييس جمال ونحافة.

-        الأسرة أيضًا تلعب دور كبير من خلال الإحباط أو العنف اللفظي والتنمر والعنف الجسدي والجنسي بالطفولة.

-        معايير الجمال والرشاقة المنتشرة في المجتمع.

-        دور وسائل الإعلام في تمجيد النحافة والجمال المثالي للجسد والوجه.


متى تكون صورة الجسد الذاتية سلبية؟

-        حين يتشوه تصورك لشكلك أو أجزاء من جسدك بصورة مغايرة للحقيقة.

-        حين تقتنع أن الآخرين هم الحلوين والجذابين بس ( ولكن ) أنت لا.

-        حين تقتنع أن حجم جسدك أو شكله ماهو إلا دليل على فشلك.

-        حين تشعر بالخجل والخزي وتتوتر من جسمك وتغطي أجزاء منه بمخدة أو حقيبة.

-        لمّا ( حين ) تشعر بعدم الراحة في جسمك على الملأ.


طيب ماهي صورة الجسد الذاتية الإيجابية؟

-        تصورك لجسدك وإحساسك حقيقي وليس مشوه أو متخيل.

-        بتشوف نفسك وأجزاء جسدك على ماهي عليه بالحقيقة.

-        حين تحتفي بجسدك وتقدره وتحترم شكل جسدك الطبيعي الذي خلقت به وتتفهم أن شكل جسمك أو وزنك لا يؤثر على قيمتك أو نجاحك بالحياة أوصفاتك كإنسان.

-        حين تشعر بالفخر والتقبل لجسدك وترفض قضاء أي وقت غير مقبول بالقلق والتفكير في الأكل والوزن والحجم وعد السعرات الحرارية في كل وجبة.

-        حين تشعر بالراحة والثقة في جسمك.


طيب كيف نقدر نساعد الأطفال والمراهقين والأمهات والبنات في الحصول على صورة جسد ذاتية إيجابية ياترى؟

-        حاول تقدّر كل ما يستطيع جسدك القيام به؛ فكل يوم تحملك ساقيك لتمارس نشاطاتك اليومية: بتصلي، بتمشي، بتجلس، بتشتغل، بتتريض.

-        بقية جسمك بيحقق لك كل ما تحتاجه يوميًا في حياتك؛ بتدرس،  وبترقص، وبتتنقس، وتأكل، وبتضحك، وبتحب، وبتحلم، وبتصنع، وبتنتج، وبتنام.

-        اكتب ورقة فيها عشرة أشياء تعجبك في نفسك وتكون لا علاقة لها بشكلك أو بوزنك، واستمر في إضافة الأسباب مع الوقت إلى لائحتك هذه.

-        ذكر نفسك أن الجمال الحقيقي أعمق من الشكل الخارجي فقط؛ فحين تكون مرتاح داخل جسمك سوف ينعكس هذا بالإيجاب على ثقتك بنفسك واعتزازك بنفسك.

-        تقبل الذات والتصالح معها سوف يسبغ عليك الجمال الداخلي والخارجي؛ فالجمال حالة عقلية وليس جسدية.

-        انظر لنفسك بنظرة شمولية؛ فحين ترى نفسك بالمرآة أو في خيالك اختار ألاّ تركز على شكل جسمك أو جزء منه.

-        شوف نفسك كما تحب أن يروك الناس، أنت إنسان متكامل على بعضك ولست وزن أو شكل جسم.

-        احط نفسك بالناس الإيجابية؛ من السهل أن تكون مرتاح مع جسمك ونفسك حين تكون محاط بناس إيجابية ومهذبة وداعمة لك وبعيدين عن النقد أو التنمر، ومرتاحين مع أنفسهم.

-        اخرس تلك الأصوات في رأسك التي تحاول إحباطك والتنمر عليك وعلى جسمك وعلى وزنك وكم أنت غير جيد وحاربها بكلمات إيجابية ترفع معنوياتك، مثل :أنت قوي / أنت ذو صفات طيبة / أنت حنون/ أنت شجاع / أنت كريم / أنت صحيح البدن والصحة.

-        احرص على إكرام جسدك بالملابس النظيفة والمرتبة والأنيقة والمريحة، ولاتبخل على جسدك وتحرمه لأنه لا يعجبك. غيّر ما لا يعجبك بتقبلك له والعمل على تحسينه.

-        انظر لما ينشر حولك في الإعلام والمنصات الإجتماعية بعين ناقدة ومتفحصة فيما يخص الصور والكلام والتوجه الذي يجعلك تشعر بعدم الراحة مع جسمك أو بنتك أو ولدك أو اختك الصغيرة.

-        تواصل مع البرنامج التلفزيوني أو المجلة التي تنشر صورة نمطية موحدة للجميع عن الوزن النحيف وتمجيد النحافة ومقاييس الجمال على حساب الصحة الجسدية والنفسية؛ دافع عن نفسك ومن حولك بالنقد البناء.

-        أعط جسدك مكافآت صغيرة يومية فيها تقدير وعناية ومحبة مثل : مساج أو حمام مغربي، مكان على البحر تشرب شاي وتسترخي، غفوة قصيرة تريّح فيها وسط اليوم، ...

-        الوقت الذي كنت تبذله في التفكير في الأكل وحساب السعرات والوزن والشكل اقضيه في مساعدة الغير والأعمال التطوعية لأن ذلك سوف ينعكس إيجابيًا عليك ويحسن صحتك النفسية. "

 

انتهى

المصدر

تعليقات