منقول: متعافي من كورونا ؟ ، بواسطة أ. مها الدوسري ..


Photo by Polina Tankilevitch on Pexels


تعدّت تبعات جائحة كورونا الكثير من الجوانب ، وأحد هذه الجوانب المتأثرة هو جانب الصحّة النفسية.. في هذه التدوينة جمعت لكم سلسلة تغريدات للأخصائية النفسية: أ. مها الدوسري تحدثت فيها عن المراحل النفسية التي تلي مرحلة التعافي من فيروس كورونا ..

" متعافي من كورونا؟

الحمد لله على سلامتك.

قد يعتقد بعض المتعافين أن الرحلة تنتهي بالخروج من المستشفى أو المحجر ولكن ما تذكره التقارير والأبحاث وتجارب الأفراد من أن المتعافي قد يمر بمراحل نفسية ومواقف يجب الأخذ بها بعين الإعتبار عند متابعة المريض بعد ذلك، كما يجب تهيئته نفسياً لهذه المراحل والخبرات و كيف يطلب المساعدة في حال أنها أحدثت تأثيرات نفسية سلبية.

فقد يتعرض لخبرة نفسية تكون مباشرة بعد سماع خبر الشفاء والتي تعتريها مظاهر الفرح والسعادة الغامرة (غير معتادة) من النجاة من الفيروس والخروج من العزل، وبداية العودة للحياة والتواصل والإتصال الطبيعي المباشر مع الأخرين. وقد يتخللها مشاعر قد يعجز الفرد عن وصفها لعدم ألفته بها. بعد ذلك قد تبدأ بعض الأفكار السلبية  تتسرب إلى تفكير المتعافي ماذا لو كانت النتيجة غير دقيقة ؟ ماذا لو أصبت بالعدوى من الطاقم الطبي أثناء خروجي ونقلته لأسرتي؟ وينتج عن ذلك بعض التوتر والقلق والضيق لكنها قد تكون أخف من المراحل التي تليها.

مرحلة غالبا ماتكون بعد وصول المتعافي للمنزل بعدة أيام فقد يتسرب لديه بعض الأفكار حول مخاوف المحيطين به كونه مصاب سابق أو قد يصرح له من قبل أفراد أسرته أو المجتمع المحيط به بتلك المخاوف أو النظرة السلبية التي يجد صعوبة في تقبلها منهم.

وقد يمر المتعافي بمرحلة تعد من أصعب المراحل لشدة الأفكار السلبية والتي تتمثل في التفكير في الصحة وبداية تسرب مشاعر الإغتراب النفسي لنفس المتعافي وشعوره أنه مختلف عند وصمه بمصاب أو متعافي أيضا مشاعر بأنه لم يعد بذلك الشخص الذي كان عليه قبل الإصابة تزيد من مشاعر الأغتراب والضيق.

مرحلة الخوف من تكرار التجربة وتتميز بالقلق والخوف من عودة الإصابة بالفايروس والتي يكون تأثيرها النفسي السلبي أشد من الشخص الذي لم يصاب من قبل، كونه تعرض للتجربة السلبية بكل ألمها وأعراضها و يخشى من أن يتعرض لها مرة أخرى. فتجربة الألم تزيد مخاوف الوقوع فيه.

قد تتطور الحالة النفسية وتتحول إلى الإصابة باضطراب مابعد الصدمة وهنا يكون الفرد في مواجهة يومية مع الأحداث والمخاوف والأفكار السلبية التي مر بها فترة الإصابة وكأنه يمر بها بكل تفاصيلها.

قد يتعرض بعض المتعافين لإتهامات بالتقصير في أخذ الإحترازات اللازمة أو التقصير في أذكار الصباح والمساء والبعد عن الله ....أو يصدر بعض سلوكيات التجنب من قبل الأخرين له وكأنه مايزال مصاباً مما يضاعف الألم النفسي وقد يتعرض لصراعات إجتماعية دفاعاً عن نفسه.

وفي المقابل قد يكون هناك اهتمام وحماية مبالغ فيها مصدرها خوف الأخرين من إصابته مرة أخرى قد تصل لحد تقييد الحرية والمنع أو الأوامر الكثيرة: كطلب عدم الخروج أو البقاء لمدة أطول في الحجر ، مما يزيد من مشاعر العزلة والإغتراب النفسي.

يتضاعف الألم النفسي لدى المتعافي في حال وجود أكثر من فرد مصاب أو وفيات بالعائلة ومصدر الألم يأتي من إحساسه بألامهم النفسية والجسدية أو من الشعور بالذنب من أن يكون هو من تسبب في نقل العدوى وانتشارها في أسرته.

ليس من الضروري أن يمر جميع المتعافين من فيروس كورونا بهذه المراحل وبهذا التسلسل أو أن تكون بنفس الشدة أو المدة. لكن يجب أن يكون على علم ووعي بها حتى يكون قادر على تفهم ما قد يمر به وبالتالي يكون قادر على مواجه ذلك.

في حال تعرضت لأي مما سبق ذكره ولم تستطيع تجاوز ذلك وبدأت تشعر بأعراض نفسية غير معتادة كالشعور بالضيق أو الخوف أو العزلة فيفضل حينها إطلاع طبيبك على ذلك أو طلب استشارة طبية عاجلة لتحديد حالتك و توجيهك لما ينبغي فعله وكيف تساعد نفسك مبكراً.

توفر لك خدمة ٩٣٧ أو تطبيق صحتي منصات موثوقة للإستشارة السريعة والتوجيه لما عليك فعله.

الحمد لله على سلامتك مجدداً

وأعتني بصحتك النفسية بعد التعافي الجسدي "

 

المصدر


تعليقات