النظرة المختلفة للأمور تعطي حياة أخرى مختلفة ..

Photo by Skitterphoto on Pexels

من فترة -  تقريبا 7 - 5 سنوات - وبتدرج بطيئ نوعًا ما، يمكن جاء مع انغماسي في التخصص، بديت أشوف الأمور من زوايا مختلفة، فمثلًا :

-  اندفاع المويه من الصنبور مثل شخص كان محتاج أحد يسمع له ومع أول احتكاك بشري تشوفه يتكلم بشكل متحمس ومندفع، وأنت متأكد تمامًا إنه راح يندم بعدين.. فأقوم بتخفيف اندفاع ماء الصنبور أو احتوي الماء المنسكب في وعاء حتى أتدراك ندمه، وفي الواقع هو حفاظ على النعمة وتجنب للإسراف ..

-  القدور وصواني الفرن اللي اضطر فيها لاستخدام السلك الخشن لازالة بعض رواسب الطبخ، فأقوم أحيانًا وبكل قوة باستخدام السلك - حسب مزاجي وسماكة الرواسب - بالدعك..
شبّهت الموضوع بشخص مر في ظروف قاسية واسُتهلك بكل ما تعانيه الكلمة من معنى، وأخيرًا لقى مكان ووقت يرتاح فيهم شوي من ألمه ويبدأ يعالج جروحه وحزنه وثيابه الرثّة.. ولكن للأسف تبدأ رحلة جديدة يظروف أقسى وبدون مراعاة لوضعه الحالي ومع ذلك هو مستمر أو يحاول ذلك.. في ذيك اللحظة أقلب مود القوة بشكل سريع للمود اللطيف، وفي الواقع هو الحفاظ على على حياة هالقدر أو الصينية لأطول فترة زمنية..
تذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ الرِّفقَ لا يَكُونُ في شيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيءٍ إِلَّا شَانَهُ "  رواه مسلم ..

- أنا ماسكة غسيل المواعين في البيت تقريبًا، وأحيانًا اضطر أعاقب أصحاب الكآسات الشخصية وأغسل كل شي إلا هي =)، يعني من باب ما جاء في العقاب والثواب؛ وأحيانا بعد فترة - يتحقق الغرض - فيغسلونها أو يجي فاعل خير للأسف يخرب عقابي.. هنا تخيلت موقف الوالدين وحتى المعلمين ومحاولاتهم في تعديل بعض السلوكيات عند أبنائهم أو طلابهم، ويجي من يخرب عليهم – بدون قصد في الأغلب - !.. فصرت اضطر أعطي تلميحات عن مسؤولية الفرد عن نفسه واللي تبدأ من تحمله أبسط نتائج أفعاله البسيطة للطرف الأو ل، وأوضح فكرتي للطرف الثاني =)..

- ترتيب الصحون بعد غسيلها في الشبك؛ راح يسهل مهمة جمعها وترجيعها لأماكنها بعد ما تنشف للشخص اللي راح يتولى هالمهمة.. وأول ما جاء على بالي هو ترتيب الأولويات في حياتنا !، واللي راح يسهل علينا عملية المُضي قُدمًا في سائر أعمالنا وبكل وضوح.. وفي هالمهارة ممكن نحتاج طلب المساعدة من الناس اللي عندها خبرة أو أصحاب الاختصاص؛ لأنها مهارة مهمة ومتفاوتة في مستوى القدرة الأداء من شخص لآخر..
  
- كنت استنى موضوع من فترة 6 شهور تقريبًا، ولما قرب حدوثه حصلت لخبطة فكان راح يُلغى أو يتأجل..  وما أخفيكم إني تضايقت جدًا وزعلت، ولكن أثناء فترة الانتظار ( انتظار نتيجة اللخبطة اللي صارت ) تخيلت الموضوع كالتالي : أم تنتظر مولودها بكل حب وحماس وفي مواعيد المتابعة الأخيرة يجيها خبر إن في مشكلة موجودة، وإن الطبيبة تحتاج إجراء بعض الفحوصات والتحاليل للتأكد من سلامتها وسلامة الطفل !.. وقفت هالتخيل بسرعة وحمدت ربي إني الموضوع ما تعدى مجرد موعد وإني مو في مكان هالأم ! .. واستوعبت بشكل أكبر العبارة : " من شاف مصيبة غيره هانت عليه مصيبته ".. بالإضافة إلى ذلك، استرجعت بعض الأمور اللي كنت انتظرها وتأخرت عليّ فترات أطول، وفي الواقع ما كان تأخيرها إلا خيرة لي في المقام الأول وعاقبة هالتأخير كانت فعلًا تستاهل الانتظاره ومشقته..

- حتى في المرّات اللي عشت فيها لحظات التسمم الغذائي واللي الحمدلله مرت بدون تدخل طبي ( وحدة منهم كانت قوية )، لما رجعت أتأملها وأشوفها من فوق؛  شفتها بمنظور شخص بلغ من الهم والضيق مبلغه حتى ضاقت عليه الأرض بما رحبت وخنقته الظروف والأحداث .. حتى إذا أرسل الله له ذاك الشخص اللي يحتويه بإنصاته له فقط .. وإذ بالحياة تدب فيه من جديد، وعاد يبصر ألوان الحياة وبهجتها ( وهنا لا أدعو إلى إهمال طلب المساعدة الطبية يا أصدقاء =) )..

في النهاية هي مهارة أنا ممتنة لله على وجودها، عوّدت نفسي عليها بصعوبة - ولازلت أحاول  - حتى صارت تلقائية في بعض اللحظات باختلاف إحداثياتها، ولا أخفي إنها ساعدتني في كثير من المواقف والأزمات؛ لأنها فتحت لي أفاق أخرى للرؤية زادت امتناني لكل ما أملك ولكل ما يحدث لي..

أخيرًا :

أنا اعلم جيدًا مدى صعوبة إتقان أو حتى الخوض في مهارة " تغيير طريقة رؤية للأمور أو توسيع مجال الرؤية " ، والأمر يحتاج صبر وممارسة يا أصدقاء مهما حدثتكم أنفسكم بسخافة الفكرة أو عدم منطقيتها ، ومهما نعتكم الآخرون بسطيحتكم وعدم نضجكم في بعض الأحيان ! - وهذا كلام أقوله لنفسي قبلكم - ..
بعض الأمور مهما قلّبنها لنبحث عن مخارج لنا منها فلن نجد إلا منافذ ذات شروط معينة : إما بتقبل الأمور كما هي ، أو تغيير طريقة رؤيتنا لها ، أو حتى استخراج المفيد منها – وهذه مهارة أخرى تندرج تحت المهارة التي أتكلم عنها - ، أو بطرق أخرى مثل طلب المساعدة من المختصين وليس غيرهم حتى لا نعّلق أكثر =) !

ولكن تأكدوا أن الأمر يستحق خوض التجربة واكتساب المهارة كيفما كانت الرحلة  ..

تعليقات