مترجم: كيف نتعامل مع الندم ؟! ..

Photo by Tomas Williams on Pexels


" لا تخف من الشعور بالندم ، إذا كنت تعرف كيف تتعامل معه "
من الطبيعي أن تُعايش الندم بدرجاته المختلفة، وبالتالي فإن الندم من المشاعر التي لا ينبغي الخوف منها. وفيما يلي بعض النصائح للتعامل معه :

1- تجنب طريقة التفكير : " لن أفعل ذلك مرة أخرى "
عندما نندم على أمر ما فإن شعور الندم هذا في العادة لا يتعلق بالخطأ الذي فعلناه لأول مرة، بل على العكس تمامًا فنحن نشعر في أحيانٍ كثيرة بالندم أكثر بسبب وقوعنا في أنماطنا الشائعة للتدمير الذاتي. فعلى سبيل المثال : قد تندم على بقائك لمشاهدة اليوتيوب حتى منتصف الليل لأنك شعرت بالإجهاد في العمل طوال اليوم التالي، وتمنيت لو إنك ذهبت للنوم في الساعة العاشرة بدلًا من ذلك!. أو ربما تندم على السماح لنفسك بإيصالها لمرحلة الجوع المفرط أو التعب المفرط، لأن هذا القرار يؤدي لأكل ثلثي كيس كبير من رقائق البطاطس!.
إذا وقعت في فخاخ أمور معينة لعشرات المرات من قبل، فإنه من غير المحتمل أنك لن تفعل هذه الأمور مرة أخرى!

فبدلا من التعهد بعدم فعل الخطأ نفسه مرة أخرى، اعترف بأنك بحاجة لاستراتيجات لتحسين عاداتك بشكل تدريجي أو للحد من العواقب السلبية عندما تفشل في ضبط نفسك.

2- اعترف واقبل بما تشعر به
يحب الناس قول : " أنا لم أندم على شيء إطلاقًا " ، ولكن هذا ليس واقعيًا للغاية وربما غير صحيح. ومثل أي مشاعر سلبية فإن الندم تجربة شائعة نحن مهيئون للتعامل معها نفسيًا.
عندما تعترف بمشاعرك بدلًا من إنكارها فهذا يساعدك على التفكير في استراتيجات يمكنك استخدامها للتقليل من آلام التجارب المستقبلية لتلك المشاعر. كما أن تمييز ما تشعر به تحديدًا - أي " أنا أشعر بالندم " بدلًا من " أنا أشعر بالسوء " وهذا هو الاعتراف - سيساعد على جعل التعامل مع المشاعر التي تشعر بها أمرًا أكثر قابلية للادارة أيضًا.
فعندما تندم على شيء كبير مثل: عملك لساعات طويلة عندما كانوا أطفالك صغارًا، أو بقائك في علاقة سيئة لفترة طويلة، أو البدء متأخرًا في استثمار التقاعد ... حاول أن تضع في عين الاعتبار أن الندم مشاعر إنسانية عالمية ولا يهم ما سيدعيه بعض الناس عن أنفسهم. نحن جميعًا غير كاملين وبالتالي فأنت لا تحتاج لخلق جوانب إيجابية أو حتى أعذار للخروج من كل موقف.
في بعض الأحيان الندم هو فقط ندم - ينبغي مواجهته والتعامل معه -

3- آمن بقدرتك على النمو
يمكن أن يجعلنا الندم مترددين أو متجنبين بشكل مفرط. فالندم على علاقة فاشلة قد يؤدي إلى تجنب الانخراط في علاقة جديدة أو حتى البدء فيها، كما أن الندم على قرار مالي سيء قد يؤدي بك لوضع الاستثمار في سلة " الصعب للغاية " الخاصة بك وتجنب ذلك تمامًا.
إن اتخاذ بعض القرارات الأقل من القرارات المثالية لا يعني أن مصيرك هو الفشل الدائم في أي مجال.

4- ابحث عن طرق تفكير جديدة ومبتكرة لمساعدتك في الأنماط الخاصة بك
يمكن أن يساعد تغييرتفكيرك - في كثير من الأحيان - في منعك من تكرار نفس الأخطاء. الكاتبة قريتشن روبن لديها نصيحة عظيمة :
" إذا شعرت بالندم لبقائك مستيقظًا لوقت متأخر، فحاول التفكير في الخلود للنوم مبكرًا كمكافأة ".

من الشائع التفكير في البقاء مستقيظًا لوقت متأخر والاستمتاع ببعض الوقت الشخصي كمكافأة، ولكن فكر في " الاستلقاء على السرير والاستمتاع بكل تلك الأحساسيس المريحة للغاية ! ".
هل هذا النوع من التفكير – المختلف عن طريقة تفكيرك المعتادة - سيمنعك من البقاء مستيقظًا لوقت متأخر لمشاهدة التلفاز أو إضاعة وقتك على جهاز الحاسب الآلي الخاص بك بلا فائدة تُذكر ؟!. ربما لا، ولكن قد يغيير من سلوكك في بعض الحالات.
إنه لمن السهل جدًا العثور على حلول بسيطة لتحسين سلوكك مقارنةً بالقضاء على مشكلة العادات تمامًا. يُعدّ Happier Podcast مصدرًا رائعًا للأفكار لتغيير الأفكار المتعلقة بالمشاكل اليومية التي يواجهها الكثير من الناس. أما إذا كان ندمك متعلقًا بكيفية ترتيب أولوياتك فجرب هذه النصائح للتركيز على الأمور المهمة وليس فقط العاجلة.

5- أعطِ نفسك مقدارًا كافيًا من الوقت لاستيعاب مشاعرك
للتعامل مع الندم بفعالية فلابد من فعل متوازن ومتقن.
فلا الاجترار مفيد ولا حتى المحاولة في تهميش مشاعرك جانباً مفيد أيضاً.

جرب هذا : فكر في ندم صغير ، مثل: خروجك من المنزل قبل التتحقق من وجود بطاقة العروض معك وقطعك للمسافة كاملة للمتجر بدونها !. إن هذا النوع من الندم هو ندم تريد منح نفسك بضع دقائق لاستيعابه. فإذا شعرت بالإحباط وبالنقد الذاتي فإن هذه المشاعر ستتشتت بشكل طبيعي وبسرعة كبيرة من تلقاء نفسها.
أما إذا كان لديك ندم أكبر، مثل: طلاء منزلك بلون لم يعجبك في الواقع ولكنه كان اللون الشائع آنذاك - موضة - ، فقد يستغرق الأمر بضعة أسابيع أو أشهر حتى تتشتت هذه المشاعر، وستصبح كالمد والجزر ومن المحتمل أن تطفو على السطح بشكل دوري.
في كلا المثالين، كلما أعطيت مشاعرك المساحة الخاصة بها - بدون قمع أو تجاهل - كلما كان ذلك أفضل. إذا ظهرت لك مشاعر الندم وأزعجتك بشكل متقطع فيمكنك التعامل مع ذلك.
هناك نقطة نافشتها في كتابي The Healthy Mind Toolkit : هي أن العواطف البشرية عبارة عن نظام إشارات. وإشارة المرور تكون غير مفيدة إذا كان اللون الأحمر أو الأخضر مضاءً بشكل دائم ، فالضوء لا يكون إشارة مفيدة إلا إذا كان يتغير لإعطائك معلومات. والعواطف مثل ذلك أيضًا : هي مصممة لتأتي ثم تغادر – أي لتحدث ثم تختفي -. وعندما يكون من الصعب علينا التعامل مع مشاعرنا فهذا غالبا يكون بسسب تغذيتنا لها بشكل ما، وذلك إما من خلال الاجترار أو النقد الذاتي القاسي أو التجنب.
إذا سمحت لعواطفك بأن تسير في مسارها بشكل طبيعي فهذا غالبًا ما يكون أكثر كفاءة وفعالية من محاولة القيام بشيءٍ ما لجعلها تختفي ، والذي قد يؤدي إلى نتائج عكسية .


تعليقات