مترجم: الأمومة وجودة نوم الأم ..

Photo by Pixabay on Pexels


الأمهات اللاتي يعانين من نوم سيئ  يملن إلى أن يكنّ أقل تجاوبًا ورعاية لأطفالهن  !

     قدمت دراسة جديدة  دليلًا على أن نوم الأم - أوعدم وجوده - مرتبط بجودة أمومتها. هذه الدراسة نُشرت في مجلة علم نفس الأسرة، حيث أشارت إلى أن النوم يعتبر جزء من سلسلة عوامل تؤثر على نمو الطفل. وبالتالي، فإن تحسين مستوى النوم قد يؤدي إلى تعزيز وتحسين مشاركة الأم الايجابية ..
قالت مؤلفة الدراسة مورين ماكويلان، وهي طالبة دكتوراة في العلوم السريرية في جامعة إنديانا في بلومنجتون : " طوال فترة دراستي وبحثي في الدراسات العليا كنت مهتمة بالتفاعلات بين الوالدين والطفل والعوامل المساهمة فيها، ودرست بشكل خاص أشكال مختلفة من الإجهاد الذي يمكن أن يؤثر على هذه التفاعلات ".
" خلال مرحلتي الجامعية تلقيت أيضا تدريبات عمل مكثفة في عيادة تدريب الوالدين للأطفال الذين يعانون من مشاكل  سلوكية، تحت إشراف مستشاري والمؤلف المشارك الدكتور جاك بيتس. في هذه العيادة نساعد الوالدين على تعديل أساليب الأبوة والأمومة لإدارة سلوك طفلهم بشكل أفضل ".
" من خلال تلك التجربة أصبحتُ مهتمة أكثر بأشكال الإجهاد ( مثل: عجز النوم ) والتي قد تتعارض مع قدرة الوالدين على تأدية أدوارهم بفعالية. ومنذ ذلك الحين كرست أطروحة بحثي لأسئلة تتعلق بكيفية تأثير عجز النوم على الأمومة والأبوة حيث أن الوالدين هم الأكثر عرضة لهذه الآثار، وكيف يمكن تغيير هذه الأمور من خلال التدخلات ".
     في هذه الدراسة ، أكملت 314 أم من أمهات الأطفال مجموعة متنوعة من الاستبيانات النفسية المتعلقة بالإجهاد والأمومة. كما احتفظن الأمهات بمذكرة لتدوين ملاحظات النوم، وارتدين ساعات لمراقبة نشاطهن البدني، وقام الباحثون بزيارات منزلية للأمهات لرصد سلوكيات الأمومة التي لديهم.
لاحظت ماكويلان وزملائها أن الأمهات اللاتي يعانين من نوم غير كافي ومشاكل نوم أخرى يملن إلى أن يكنّ أقل تجاوبًا ورعاية لأطفالهن.
 وأخبرتنا ماكويلان: " أن النتيجة الرئيسية لهذه الدراسة بالذات هي أن النوم السيئ والغير كافي  ( والذي قد يتمثل في نوم قصير أو نوم متأخر أو مواعيد نوم غير ثابتة أو نوم متقطع أوحتى طول الوقت المستغرق للنوم بعد الاستعداد له ) يرتبط مع الأمومة الأقل إيجابية والتي ظهرت على أنها مهمة لنمو الأطفال ".
تشمل الأمومة الإيجابية سلوكيات مثل: الاستجابة لصوت الطفل باستجابة لفظية، التكيف مع احتياجات الطفل، البقاء ضمن نطاق الطفل البصري.
وقالت ماكويلان: " أن النوم السيء أو الغير كافي مرتبط بأشكال مختلفة من الاجهاد، ولكن النوم يتنبأ بتفاوت الأمومة ويتجاوز أشكال الإجهاد الأخرى. بعبارة أخرى على الرغم من أن الاجهاد مرتبط بأمومة إيجابية أقل إلا أن قلة النوم تفسرالتفاوت الاضافي في الأمومة إلى مدى أبعد من الذي يفسره الاجهاد .. وهذا اكتشاف مثير لأنه من الممكن أن يشير إلى أن النوم قد يكون هدفا مهما للتدخل الذي سيحسن سلوكيات الأمومة ".
وارتبطت مشاكل النوم وعدم كفايته بوجود خلل في سلوكيات الأمومة مثل: رد الفعل المبالغ فيه عنما يُسئ الطفل التصرف، ولكن تم تفسير ذلك في الغالب من خلال ارتفاع مستويات التوتر بين الأمهات اللاتي يعانين من نوم سيئ.
وعلى الرغم من أن الدراسة سيطرت على عدد من العوامل مثل: عمر الأم وعدد أطفالها وحجم الأسرة، إلا أنه وككل البحوث تضمنت الدراسة عللى بعض القيود.
     تقول ماكويلان: " أود أن أقول أنه يوجد أربعة قيود رئيسية والتي أعمل بنشاط على معالجتها في أطروحة بحثي. الأول: أن هذه الدراسة تحديدًا قد أُجريت في فترة زمنية معينة ( عندما كانوا الأطفال في عمر السنتين والنصف )، ولإثبات أن النوم يتنبأ تمامًا بالأمومة فإننا سنحتاج إلى تكرار هذه النتيجة عبر الزمن. ولحسن الحظ، لدينا هذه البيانات الطولية وقد بدأنا بإيجاد نتائج أولية لتشير إلى أن هذه النتيجة تتكرر بالفعل عبر الزمن ".
" القيد الثاني: أننا لا نعرف بشكل تجريبي حتى الآن لماذا تؤثر قلة النوم على الأمومة. فرضيتنا هي أنه عندما تكون الأم محرومة من النوم فإنها تكون أقل تنظيمًا وأكثر عرضة لأمومة غير فعالة. لدينا مقاييس لوظائف الأمومة التنفيذية والتي نعمل بنشاط لتحليلها؛ لاختبار هذه الفرضية ".
" الثالث: نحن غير متأكدين مما إذا كانت كل الأمهات يواجهن هذه الارتباط بين النوم وسلوك الأمومة على حد سواء. ومن المحتمل أن بعض الأمهات  قد تتأثر بشكل خاص بقلة النوم، وأنا أتابع هذا السؤال في رسالتي أيضا ".
" الرابع: على الرغم من أننا نعتمد على النتائج الحالية والتي هي أن النوم قد يكون هدف التدخل الواعد للوالدين، إلا أن هذا لم يتم إثباته بشكل تجريبي. في دراسة التدخل مع الدكتور جاك بيتس والدكتورة سارة هونكر بدأنا في دراسة هذا السؤال ".
وقالت ماكويلاين: " في دراستنا الجديدة نقوم باختبار تدخل سلوكي لصعوبات نوم الأطفال في تجربة عشوائية محكومة لأطفال يتلقون العلاج في عيادة تدريب الوالدين الخاصة بنا. لدينا مقاييس تصورية لنوم الوالدين والطفل في هذه الدراسة لفحص كيف يتغير كلاهما على مدار أربع أشهر من التدخل ".


تعليقات