عقل يتقيأ الكمال ..

Photo by Aarón Blanco Tejedor on Unsplash

منذ نشأته وهو لم يعي بشيء سِوى الكمال
وهذا في قاموسه بياضٌ فقط ، من غير ألوان ..

فبريق البياض له كرشفةِ ماءٍ بارد لروحِ لهثّان
وما عاداه كأسياطِ العذاب على ظهر عُريان ..

في الحياة وفي أيّ سِباق لا خِيار له وّلا حتى قرار
ومع الوقت اعتاد : أن امِضِ هيا .. بلا جدال ..

خطواته مدروسة ومحسوبة ، عالمه مثالي للغاية
يفوز دائمًا ؛ لا يرضى ولا يتنازل ، وإلاّ سينهار ..

المضحك ؟!
أنه حتى في إنهياره مُنظّم ، فلا صراخ على الإطلاق
ينهارُ بصمتٍ يمزق حشاه، مع كثيرِ من الوجع والاجترار ..
 
يظنُّ بجهلٍ زيّنه الخيال وأخفاه عنه الكمال
بأنه يقوى الصمت الدائم على ذلك الحال ..

ولكن هيهات هيهات ، فسنة الحياة
أن لاّ يلبث طويلًا على أية حال كان ..

مضت سنون الحياة تساير مُحياه
فائزٌ ، مُسيّطر على ما طالته يداه ..

إدمان خالي من اللذّة ، إلا من لحظة
ومليئ بالإرهاق متعدد الأشكال على الدوام ..

عمل دائم ، لا ينزل عن المستوى المعتاد
ومع مرور أسخف الأحداث على الإطلاق ..

خارت كُلُّ قواه ، ومن شدة الإعياء انهارت حتى خلاياه
ولا علاج له أين ما كان ، إلا بإجبار عقله أن يتقيأ ذاك الكمال ..



ندى
حُرر في ٢٨ اكتوبر ٢٠٢٠


          

تعليقات